بقلم، إليوت ريفسون، رئيس الصناديق في “جيرسي فاينانس”
في الوقت الذي يتغير فيه المشهد المالي العالمي، برزت جيرسي كوجهة رائدة للصناديق الاستثمارية المتطورة وإدارة الأصول البديلة. وبفضل قطاعها الاستثماري الذي يحظى باحترام كبير و يتميز بطموحاته المستقبلية في مجال الصناديق الاستثمارية، أثبتت جزيرة جيرسي أنها الشريك الذي يحظى بثقة المستثمرين ومدراء الصناديق للمسثمرين الخليجيين، الذين يبحثون عن إطار تنظيمي قوي وحلول مبتكرة فضلًا عمّا تتيحه من فرص الوصول إلى قاعدة متنوعة من المستثمرين.
واليوم، يتميز مركز جيرسي المالي الدولي باستقراره وإدارته القوية وهياكله الموثوقة التي توفر مزايا استراتيجية للشركات والعائلات من منطقة الخليج ؛ لتحقيق أهدافها الاستثمارية على المستوى الدولي.
وإلى جانب أسواق المملكة المتحدة والولايات المتحدة، يعد الشرق الأوسط أكبر وأهم سوق بالنسبة لجيرسي. وفي عام 2011، أسس “جيرسي فاينانس” حضوره بمقر في أبوظبي لتلبية تطلعات المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي. وفي عام 2018، نقلت جيرسي مركزها الإقليمي إلى مركز دبي المالي العالمي، مما أتاح الفرصة لجيرسي فاينانس لتقديم خدماتها للمنطقة بأكملها بما فيها منطقة شرق وغرب أفريقيا والهند.
حقائق رئيسية
أحد العوامل الرئيسية التي تقف خلف جاذبية جيرسي للمستثمرين الخليجيين هو بيئتها التنظيمية المرنة وسريعة الاستجابة. وكانت جزيرة جيرسي من أوائل الثلاث دول التي تقدم نظامًا متوافقًا مع توجيهات مدراء صناديق الاستثمار البديلة (AIFMD)، الأمر الذي مكّن المدراء المقيمين في جيرسي من الوصول إلى أسواق الاتحاد الأوروبي من خلال “النظام الوطني للتنسيب الخاص” (NPPRs)، والذي يقدم نهجًا مرنًا، إلى جانب تعزيز قدرة جزيرة جيرسي على توفير وصول سهل وفعّال من حيث التكلفة إلى مستثمري منطقة الاتحاد الأوروبي مما جعل من جيرسي مركزًا جاذبًا لمدراء الصناديق من جميع أنحاء العالم ومن بينها منطقة الخليج.
وعلاوة على ذلك، فإن مبادرات مثل صندوق جيرسي الخاص الذي يوفر لأعداد صغيرة من المستثمرين المتطورين هيكلًا بموافقة تنظيمية سريعة قد أضافت المزيد إلى جاذبية جيرسي، مع الأخذ بعين الاعتبار ملاءمتها للاستثمار المؤثر والمشترك فيما بين المكاتب العائلية. تمتد خبرة صناديق جيرسي إلى ما هو أبعد من الأطر التنظيمية حيث يشتهر قطاع الخدمات القانونية والمهنية في جزيرة جيرسي بقدرته على تقديم منتجات منظّمة وكيانات متخصصة تلبي مجموعة متنوعة من الأهداف المالية والاستثمارية، بدءًا من رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة و العقارات وحتى صناديق التحوط.
وقد أدى هذا النهج التقدمي إلى تعزيز القدرات الفعّالة لجزيرة جيرسي في هيكلة الصناديق المعروفة مثل صندوق “سوفت بنك فيجين”الرائد وصندوق “إيثوس” للخدمات المالية والتقنيات وهو صندوق بقيمة 1 مليار جنيه إسترليني ويركز على الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية والمبنية بحسب “نظام دليل الصندوق الخاص في جيرسي.”
هياكل الصناديق المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية
إن قدرات جيرسي وخبراتها في مجال التمويل الإسلامي تعزز جاذبيتها من خلال توفير الإطار اللازم لدعم الهياكل المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية. ومع تزايد الاهتمام بالأسهم الخاصة والفرص العقارية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، فإن قدرة جيرسي على دعم تنظيم منتجات التمويل الإسلامي تعزز مكانتها بشكل مثالي. وذلك إلى جانب قدرات التوزيع العالمية التي تتمتع بها جيرسي مما يعزز قدرة ولايتها القضائية لتلبية الاحتياجات الاستراتيجية والعالمية للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط.
الأصول الافتراضية
يأتي التفكير المستقبلي والنهج المبتكر الذي تتبعه جيرسي على قدر كبير من الأهمية لمواكبة تطور مشهد الأصول الافتراضية. فإن الحاجة إلى أطر تنظيمية قوية أمر أساسي حيث تحتاج الولايات القضائية إلى إيجاد التوازن الأمثل بين تعزيز الابتكار وحماية المستثمرين.
و لقد بدأت جيرسي في التعامل مع الأصول الافتراضية كما تفعل مع أي فئة أصول أخرى مما قاد جيرسي إلى تنظيم أول صندوق لعملة “البيتكوين” الرقمية في العالم في عام 2014، كما كانت أول ولاية قضائية تطبّق إطار مراقبة مكافحة غسيل الأموال لبورصات العملات الافتراضية في عام 2016، وإرشادات الطرح الأولي للعملة في عام 2018 وقد ساهم هذا التوجه في دفع تطورات مجال الأصول الافتراضية التي يتم التعامل بها حاليًا في جيرسي.
إلا أن جيرسي ما تزال تشتهر بالأصول البديلة أو الواقعية وتمثل الأصول ضمن هذه الفئة نسبة 90% من الأصول التي تحتفظ بها جيرسي. ويتماشى ذلك مع التوجه الصاعد حاليًا نحو رقمنة الأصول الحقيقية.
وبناء على ذلك قامت جيرسي أيضًا بتطوير إرشادات الطرح الأولي للعملة للتركيز على ترميز أصول العالم الحقيقي وتوفير إطار تنظيمي رفيع المستوى للجهة التنظيمية حيث يُستفاد منه في التطبيقات المتعلقة بالمكان الذي تم فيه ترميز الأصول الحالية بما في ذلك العملات الرقمية المستقرة.
وقد ساهم كل ذلك في إبراز ميزة جيرسي على الابتكار وتعزيز كفاءات السوق الأساسية فيها ضمن مسار متقارب. وقد اجتذب هذا النهج المرن والعملي لتنظيم الأصول الافتراضية لاعبين رائدين في القطاع.
أداءنا وتقدمنا نحو الأمام
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها السوق في الفترة الأخيرة، أظهر قطاع الصناديق في جيرسي مرونة ملحوظة، فعلى سبيل المثال، ما يزال الاتجاه طويل الأجل يتسم بنظرته الإيجابية وذلك مع تسجيل نسبة زيادة بأكثر من 50% على مدى السنوات الخمس الماضية في إجمالي الصناديق الخاصة والجماعية في جيرسي وأصول صناديق الاستثمار الخاضعة للإدارة في جيرسي، مما يشير إلى جاذبية قطاع إدارة الأموال في جزيرة جيرسي.
تتميز جزيرة جيرسي اليوم بجاهزيتها لتلبية الاحتياجات المتطورة للمستثمرين ومدراء الصناديق من منطقة الخليج. ومن خلال الحفاظ على التزامها بالبقاء في طليعة توجهات القطاع وتوفير حلول مخصصة تعمل جيرسي على ترسيخ مكانتها كمركز رائد للصناديق الدولية وشريك موثوق به لمدارء الصناديق الخليجية والمستثمرين المتمرسين والمكاتب العائلية.