ذاع صيته وانتشر اسمه منذ أكثر من عشرين عامًا عندما قام بتأسيس شركة إعمار كشركة مساهمة، واعتبره الجميع رائدًا فى نهضة دبي الحديثة، وصولًا إلى النقلة النوعية الكبرى في مشاريع عالمية، لم نكن نعرف وقتها أن تلك الشخصية الفذة تملك مخزونًا كبيرًا من الأفكار الاقتصادية الاستباقية، وأنها منغمسة حتى النخاع فى بناء الوطن، ثم بدأ اسمه يمضى فى هذا الاتجاه.
وعرفه الجميع رجل أعمال نشطًا فى مجالات عديدة، أبرزها العقارات وتجارة التجزئة والضيافة والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والأغذية والمشروبات ورأس المال الاستثماري منذ عام 1997، كان في طليعة العقارات العالمية، حيث كان رائدا في شركات التطوير العقاري البارزة مثل إعمار العقارية وإيجل هيلز.
لقد قاد نمو شركة إعمار العقارية محققا سجلا حافلا لا مثيل له في التطوير الناجح لأصول سكنية وتجزئة وضيافة التجارة الإلكترونية والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية والأغذية والمشروبات ورأس المال الاستثماري، من شأنها إحداث تحول في أنماط حياة الناس على مستوى العالم.
على مر السنين طور مشاريع متعددة الاستخدامات على مستوى عالمي، بما في ذلك أعمال البيع بالتجزئة الخاصة به، عبر أكثر من 20 سوقا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الوسطى والشرقية وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة.
وتجاوز محمد العبار كل ذلك لكى يُتحفنا بأفكاره الرصينة، بعضها عن النجاح والعمل الحر وكيفية اختيار الموظفين المميزين، ثم يفكر في إقامة موتمر سنوي للشباب الذين يتاجرون عبر الإنترنت، فإذا به يقرع الأبواب ليلقى الضوء حول ترك الوظيفة والاتجاه للعمل الحر، وهو يفعل ذلك بصدق المواطن الإماراتي الأصيل المحب لبلاده.
ويحكي رجل الأعمال العالمي محمد العبار أنه بدأ حياته كموظف بنكي في إمارة أبوظبي، ثم عرض عليه السفر إلى سنغافورة، فرفض ذلك لأنه كان قد عاد لتوه من الولايات المتحدة، لكن رئيسه في العمل أصرّ على سفره، لإدراكه أن هذا في مصلحة العمل ومصلحة العبّار نفسه، مؤكداً أنه يدين بالفضل لهذا الرجل الغيور على مكان عمله، وعلى موظفيه.
ويوضح العبار أنه قضى في سنغافورة سبع سنوات، تعلم فيها الكثير رغم الصعوبات التي واجهها آنذاك، وحين عاد قرر نقل تجربة المؤسسات العقارية الكبرى التي وجدها هناك إلى الإمارات، وأسس شركة «إعمار» دون أن يكون لديه الخبرة الكافية في هذا المجال، لكنه قاوم العثرات التي واجهته، حتى كبرت الشركة في ظل النمو الاقتصادي الذي شهدته دبي والدولة بفضل قيادتها الحكيمة.
ويشير إلى أنه واجه تحديات كثيرة في مشواره الاقتصادي، لكن ثلاثة منها كانت صعبة جداً، الأول المنافسة الشديدة مع مؤسسات حكومية رائدة وقوية. وقد كان هذا حافزاً لتقديم أفضل الأسعار والمحافظة على جودة التنفيذ وخدمة العملاء. والتحدي الثاني هو الأزمة الاقتصادية في عام 2008، حين تراجعت الأسواق العالمية. أما الثالث فتمثل في بداية الجائحة عام 2020، حين أغلقت المطارات، وفرضت القيود على الحركة.
بقى أن أقول أن محمد العبار لم يترك مناسبة عالمية إلا وشارك فيها بأفكاره المبتكرة وتحليلاته الموضوعية، وقد تحمس دائمًا للشباب ونجاح الوطن، فهو مواطن إماراتي حتى النخاع.