تتصدر دولة الإمارات سوق الطائرات الكهربائية ذات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائي وسيارات الأجرة الجوية، ما يساهم بتعزيز التنقل المستدام في المناطق الحضرية، بحسب تصريحات منصور جناحي، العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لمجموعة سند المتخصصة في صيانة وإصلاح وعَمرة محركات الطائرات.
وأوضح في تصريحات لـ «البيان»، أن قطاع الطيران يشهد تطورات متسارعة، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط تتوقع زيادة في الطلب على النقل الجوي بحوالي 264.1 مليون مسافر مع حلول العام 2040.
وأكد أن مواكبة التوجهات الجديدة في قطاع الطيران تعتبر ضرورة أساسية لفتح الآفاق وإطلاق إمكانات بلا حدود، مشيراً إلى أن قطاع صيانة وإصلاح وعَمرة محركات الطائرات يظهر باعتباره ركيزة أساسية للنمو والمرونة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تشير التوقعات والتطورات المتسارعة إلى نمو استثنائي قادم.
أسرع أسواق
وقال منصور جناحي: «بالتوازي مع توقعات تضاعف الطلب العالمي على السفر الجوي في عام 2040، تبرز منطقتنا كمركز للنمو غير المسبوق، لتكون واحدة من أسرع الأسواق نمواً على مستوى العالم بمعدل نمو سنوي متوقع يبلغ 6%، أي ضعف المعدل العالمي، كما تربط مطارات المنطقة البالغ عددها 110 مطارات بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا بصورة استراتيجية، وتخدم حالياً 170 مليون مسافر».
وأضاف أن قطاع خدمات صيانة وإصلاح وعَمرة محركات الطائرات في الشرق الأوسط يستعد لطفرة كبيرة، ومن المتوقع أن ينمو هذا القطاع بنسبة 6% سنوياً ليصل إلى 10.6 مليارات دولار بحلول العام 2033.
وتابع: «تحرص مطارات الشرق الأوسط على ضخ استثمارات مذهلة تقدر بـ 151 مليار دولار لتوسعة قدراتها الاستيعابية، مشيراً إلى الكشف عن مبنى المسافرين A في مطار زايد الدولي، وتوسعة مطار الشارقة بتكلفة 653 مليون دولار لزيادة سعة المسافرين من 8 إلى 20 مليوناً، إلى جانب إعلان شركة طيران الإمارات الأخير عن خطط لبناء منشأة جديدة للصيانة والإصلاح والعَمرة في دبي ورلد سنترال بقيمة 950 مليون دولار، لدعم أسطولها واحتياجاتها التشغيلية على مدى العقدين المقبلين».
وأضاف: «لن تقتصر هذه الاستثمارات الكبيرة على تلبية المتطلبات المتزايدة لقطاع الطيران فحسب، بل تساهم أيضاً في ترسيخ مكانة المنطقة كمركز للتميز في عالم الطيران، مشيراً إلى أن التطور الهائل لأنشطة الطيران في الشرق الأوسط يساهم في ترسيخ مكانة المنطقة على خارطة الطيران العالمية، كما يضمن لها تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية كبيرة».
دور محوري
وأكد العضو المنتدب، والرئيس التنفيذي لمجموعة سند، أن الشركات المحلية تلعب دوراً محورياً بمشاركتها الكبيرة في الاقتصاد المحلي وسوق العمل، وعلى سبيل المثال تساهم «سند» وحدها في هذا النمو عبر توفير أكثر من 100 فرصة عمل جديدة خلال هذا العام.
وأضاف أن الاستدامة تحظى بأولوية قصوى في قطاع الطيران، بما يشمل المعايير البيئية والمالية والكوادر البشرية، قائلاً: «ومن الإنجازات الجديرة بالتقدير في هذا الإطار إنشاء إطار عمل عالمي يهدف إلى تعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) على نطاق عالمي، أظهرت شركات الطيران التزامها بالاستدامة عبر شراء الكميات المنتجة من هذا الوقود في عام 2022 بأكملها، كما تعكس اتفاقيات الشراء الآجلة، والتي يصل إجمالي قيمتها إلى حوالي 45 مليار دولار، التزام الشركات الثابت بشراء هذا الوقود في المستقبل».
الجيل الجديد
وأكد العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة سند، أن تكنولوجيا محركات الجيل الجديد مثل محرك «ليب» من شركة «سي إف إم إنترناشيونال» تحظى بأهمية بالغة، حيث يوفر استهلاكاً أفضل للوقود بنسبة تتراوح بين 15 و20%، مع تقليل الانبعاثات الكربونية، والحد من الضوضاء مقارنة بالطرز السابقة.
وأضاف أن مركز «سند» لصيانة وإصلاح وعَمرة محركات «ليب»، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، يتيح فرصة أمام شركات الطيران لصيانة محركاتها محلياً، ما يقلل من الانبعاثات الناتجة عن عمليات نقل المحركات بين الدول. وأوضح أن الاستثمار في المواهب عنصر أساسي لضمان التقدم التكنولوجي والتطوير المستمر لسوق العمل.
وقال: «تفخر «سند» بكوادرها العاملة التي تضم أكثر من 460 موظفاً من 36 جنسية، وهي ملتزمة بتعزيز النمو والمرونة، في العام الماضي وحده، أكمل موظفونا أكثر من 2400 ساعة تدريب ضمن إطار مبادرتنا لتحسين المهارات، وإلى جانب تعزيز القدرات الفردية، تلعب هذه المبادرة دوراً حاسماً في توفير فرص عمل جديدة في دولة الإمارات، ومع طموحنا نحو المستقبل، تتوقع «سند» نمواً ديناميكياً في حجم كوادرنا العاملة، ما يؤكد على أهمية هذا القطاع كوجهة رئيسية للتوظيف».
وأكد منصور جناحي، ضرورة التركيز على التكنولوجيا الناشئة التي ستشكل المستقبل، ومواكبة التغيرات الكبيرة التي يشهدها قطاع الطيران في المنطقة، بالتوازي مع توقعات النمو العالية، والتحولات الكبيرة في المطارات، والالتزامات الوطنية بشأن المناخ.