أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، رعاه الله بصفته حاكماً لإمارة دبي، القانون رقم (29) لسنة 2024 بشأن مجلس دبي للإعلام، مانحاً المجلس مزيداً من الصلاحيات مع توسيع دائرة اختصاصه لتنفيذ استراتيجيات وخطط تطوير قطاع الإعلام في دبي بأسلوب فعّال يتسم بالكفاءة وسرعة الأداء ومواكبة التطور العالمي السريع في هذا المجال وصولاً إلى تحقيق أعلى مستويات التنافسية في هذا المجال وفق أرقى المعايير العالمية، على أن يُعمل بهذا القانون اعتباراً من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.
كما أصدر سموّه المرسوم رقم 66 لسنة 2024 والذي حدد “مجلس دبي للإعلام”، كالسلطة المختصة في إمارة دبي بالقيام بجميع المهام والصلاحيات المنوطة بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم (55)لسنة 2023 في شأن تنظيم الإعلام في إمارة دبي، وذلك فيما يتعلق بالأنشطة الإعلامية التي تتم في جميع أنحاء إمارة دبي، بما في ذلك مناطق التطوير الخاصة، والمناطق الحرة بما فيها مركز دبي المالي العالمي، فيما ستتولى “سلطة دبي للتطوير”، تلك الصلاحيات، وبالتنسيق مع المجلس، في المناطق الخاضعة لناطق اختصاصها.
كذلك، أصدر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المرسوم رقم (67) لسنة 2024 بنقل “لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي” من “سلطة دبي للتطوير” إلى “مجلس دبي للإعلام”، ونقل جميع المهام والصلاحيات المنوطة باللجنة، اعتباراً من بدء العمل بهذا المرسوم من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية. وسيحل مسمى “مكتب دبي للأفلام والالعاب الالكترونية” محل مسمى “لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني”.
وحدّد المرسوم رقم (66) لسنة 2024 ، الذي يُعمل به من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية، طبيعة التعاون بين مجلس دبي للإعلام وسلطة دبي للتطوير، بحيث يكون على السلطة تزويد المجلس بكافة البيانات والمعلومات التي يطلبها المجلس والمتوفرة لدى سلطة دبي للتطوير، والمرتبطة بالأنشطة الإعلامية التي تتم في المناطق الخاضعة لاختصاصها.
نقلات نوعية
وقد أكد سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، اعتزاز المجلس بالثقة الغالية من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والتي انعكست في هذه التشريعات التي من شأنها تعزيز قدرة المجلس على إحداث نقلات نوعية في إعلام دبي وبما يواكب الأهداف الطموحة للإمارة ويسهم في ترسيخ مكانتها كمركز عالمي رائد للإبداع والابتكار، ووجهة أولى للمواهب والكفاءات الإعلامية ومؤسسات الإعلام من حول العالم.
وقال سموّه: “رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمستقبل قطاع الإعلام في دبي تحفزنا على مضاعفة العمل للنهوض بالقطاع وكافة مكوناته… التشريعات الجديدة تمثل دفعة قوية للمجلس تدعم دوره في تعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً للتطوير الإعلامي… لدينا تصورات واضحة ومؤشرات أداء محددة سنعمل في ضوئها لتطوير القطاع بناءً على تحليل دقيق لمكونات المشهد الإعلامي في دبي، والتطور العالمي الحاصل في صناعة الإعلام”، موجهاً سموّه بسرعة العمل على تنفيذ الأهداف التي أوردتها التشريعات الجديدة، تأكيداً لدور المجلس كجهة الاختصاص الأولى في الإشراف على الأنشطة الإعلامية المختلفة في إمارة دبي، بما يضمن أعلى مستويات التنسيق ويسهم في إنجاح استراتيجيات التطوير الإعلامي وفق أفضل المعايير والممارسات.
ودون سموه عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” : “أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قانوناً ومرسومين بشأن “مجلس دبي للإعلام” بما يتضمن توسيع دائرة اختصاصاته ليصبح السلطة المختصة في إمارة دبي فيما يتعلق بتنظيم الإعلام مع إنشاء “مكتب دبي للتصاريح الإعلامية” ونقل “لجنة دبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني” إلى المجلس بمسمى جديد هو “مكتب دبي للأفلام والالعاب الإلكترونية” … هذه القرارات تمثل دفعة قوية للمجلس لممارسة دوره على أكمل وجه بما يعزز مكانة دبي مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً للتطوير الإعلامي مع التركيز الدائم على تنمية المواهب المحلية وجذب الاستثمارات لهذه القطاعات الحيوية”.
رؤية شاملة
وقد فصّل القانون رقم (29) لسنة 2024 أهداف مجلس دبي للإعلام والتي تشمل توحيد الجُهود الإعلاميّة في الإمارة لتبنّي رُؤية شامِلة واستراتيجيّة فعّالة للقطاع الإعلامي في دبي، ومُتابعة الأداء في تنفيذ الاستراتيجيّة الإعلاميّة، وتعزيز التنافسيّة الإعلاميّة لإمارة دبي، وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للمواهب الإعلامية الشابة، ودعم وتطوير الكوادر الإعلامية الإماراتية، والنهوض بالأنشطة المرتبطة بصناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية.
اختصاصات وصلاحيات
ووسّع القانون من اختصاصات مجلس دبي للإعلام، باعتباره الجهة الحكومية الرئيسية المعنية بقطاع الإعلام في إمارة دبي، لاسيما قطاعيّ صناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية، بمنح المجلس صلاحيات تطوير وتعزيز هذين القطاعين، بصفتهما من الصناعات المهمة في عالم الإعلام الجديد، وذلك من خلال دعم البحث والتطوير والابتكار، وتنفيذ الاستراتيجيات اللازمة للترويج للأفلام والألعاب الإلكترونية ، ومسؤولية دعمها على المستويين المحلي والدولي، إضافة إلى تنمية المواهب المحلية وتوفير الفرص التدريبية والتعليمية، والعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في هذين المجالين وتوفير الحوافز للمستثمرين، وتشجيع التعاون الدولي في مجالات الأفلام والألعاب الإلكترونية.
مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية
وفي ضوء الاختصاصات الجديدة التي أوردها القانون، وبناءً على المرسوم الصادر من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بنقل “لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسّينمائي” من “سلطة دبي للتطوير” إلى مجلس دبي للإعلام، اعتمد سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم تأسيس “مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية”، على أن يكون تابعاً لمجلس دبي للإعلام، حيث سيحل المكتب الجديد محل اللجنة في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية التي أوردها القانون، وبما يكفل تأكيد فرص الارتقاء بمجالي صناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية كرافدين مهمين في مجال الإعلام الجديد، وبما يحملاه من فرص نمو كبيرة على الصعيد العالمي.
وقالت سعادة منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام إن التشريعات الجديدة، والتي وسّعت من اختصاصات وصلاحيات مجلس دبي للإعلام كجهة الاختصاص الحصرية بحوكمة القطاع الإعلامي وتطوير السياسيات والتشريعات الخاصة به وإيجاد ضوابط واضحة للأنشطة الإعلامية في الإمارة، تعد بمثابة انطلاقة جديدة في مجال الارتقاء بقدرات إعلام دبي، وتعزيز تنافسيته، حيث سيواصل مجلس دبي للإعلام، في ضوء توجيهات ومتابعة سموّ رئيس المجلس، العمل على سنّ سياسات ووضع استراتيجيات تواكب التطور العالمي، واستكمال منظومة شاملة للتطوير بالتنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المحلية والاتحادية للوصول بقطاع الإعلام في دبي إلى أعلى مستويات التميز، وتأكيد إسهام القطاع في دعم التنمية الشاملة في الإمارة”.
وأضافت سعادتها: “طالما تميزت مسيرة التطوير والتنمية في دبي بكونها مدعومة بأطر تشريعية واضحة تتسم بالمرونة والقدرة على المواكبة السريعة للتطورات العالمية، بما لتلك الأطر القانونية من أهمية كضمانة محفزة للاستثمار ودعم اكتشاف وإعداد وتنمية الكفاءات المحلية ومنحها الممكنات اللازمة للازدهار، كذلك تعزيز تنافسية قطاع الإعلام عبر تهيئة بيئة تنظيمية تقوم على أساس فهم واضح لمتطلبات تطوير القطاع واحتياجات مؤسساته.. ونحن في المجلس مستمرون في استحداث السياسات الداعمة للإعلام والممكنة له تأكيداً لمكانة دبي كمركز إقليمي وعالمي للإبداع والتميز الإعلامي”.
مكتب دبي للتصاريح الإعلامية
إلى ذلك، وبناءً على المرسوم رقم (66) لسنة 2024 الخاص بكلٍ من المرسوم الاتحادي رقم (55) لسنة 2023 في شأن تنظيم الإعلام، وقرار مجلس الوزراء رقم (68) لسنة 2024 بشأن اللائحة التنفيذية الخاصة بهذا القانون، سيتم استحداث “مكتب دبي للتصاريح الإعلامية” تحت مظلة مجلس دبي للإعلام، في ضوء المهام والصلاحيات الممنوحة للمجلس كسلطة مختصة بتنظيم قطاع الإعلام في إمارة دبي.
من جانبها، أوضحت سعادة نهال بدري، الأمين العام لمجلس دبي للإعلام أن “مكتب دبي للتصاريح الإعلامية” سيتولى منح التصاريح المتعلقة بالأنشطة الإعلامية في إمارة دبي، والتنسيق مع “سلطة دبي للتطوير” بشأن الأنشطة الإعلامية التي تتم في المناطق الخاضعة لها، حيث سيقوم المكتب بوضع استراتيجية عمل شاملة تتعلق بتنظيم هذه الأنشطة في تلك المناطق، وبالتعاون مع السلطة، مشيرةً إلى أن المكتب سيباشر مهامه وفق آلية تعتمد على الدقة وسرعة الأداء في إطار التفهم الكامل لمتطلبات العمل الإعلامي، وما تستدعيه من تعاون في تمكين الجهات الإعلامية من القيام بمهامها بأسلوب سلس، يواكب مكانة دبي كمركز رئيسي للإعلام في المنطقة.
وحول الدور المنتظر لـ “مكتب دبي للأفلام والألعاب الإلكترونية”، أشارت الأمين العام لمجلس دبي للإعلام إلى أن المكتب سيكون الجهة المسؤولة عن تفعيل أطر تنظيمية تدعم صناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية لتنميتهما وتعزيز إسهامهما في اقتصاد دبي، كما سيكون مسؤولاً عن إصدار الموافقات الخاصة بإنشاء وتطوير المنصات الرقمية التي تسمح بإنتاج وتوزيع الأفلام والألعاب الإلكترونية بكفاءة وفعالية، كذلك الإشراف على الترويج للأفلام والألعاب الإلكترونية المحلية في الأسواق الدولية، ودعم العلامات التجارية المحلية، بما يعزز مكانة دبي كمركز رائد عالمياً للتطوير الإعلامي، علاوة على مراجعة محتويات الأفلام والألعاب الإلكترونية، للتأكد من توافقها مع التشريعات والمعايير الأخلاقية للمجتمع.
كذلك، ستتضمن مسؤوليات المكتب الجديد الإشراف على إقامة المعارض والفعاليّات المُتعلِّقة بقطاع الإعلام والأفلام والألعاب الإلكترونية، وتنظيم المُؤتمرات والبعثات والزِّيارات والبرامج والورش التدريبيّة ذات الصلة داخليّاً وخارجيّاً، كما سيقوم المكتب بإعداد التقارير اللازمة بشأن بصناعة الأفلام والألعاب الإلكترونية، وتحليل الأداء وتوجيه السياسات المرتبطة بالقطاعين.