استضافت “مبادرة بيرل“، وهي منظمة غير ربحية رائدة يقودها قطاع الأعمال في منطقة الخليج تسعى إلى نشر ثقافة مؤسسية قائمة على المساءلة والشفافية، “منتدى أثر العمل الخيري“ في 6 مارس 2024، في فندق ريتز كارلتون، مركز دبي المالي العالمي (DIFC) في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
وجاء المنتدى تتويجاً للجهود والإنجازات التي حققها “برنامج الحوكمة في العمل الخيري“ المكرّس لدعم المانحين من الشركات والأفراد الذين يسعون إلى أن يكونوا أكثر استراتيجية وتأثيراً بعطائهم الخيري، وذلك بدعم من “مؤسسة بيل وميليندا غيتس“.
ومن أهم النتائج المستخلصة من الاجتماع الحاجة إلى زيادة التعاون الإقليمي بين جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك القطاع الخاص والمؤسسات والمنظمات غير الربحية والمانحين من الأفراد، بهدف ضمان تأثير أكبر على المستوى الكلي الشامل.
وضم المنتدى قائمة مميزة من المتحدثين الخبراء والمشاركين الذين ساهموابأفكارهم المعمقة في تعزيز النقاشات، منهم “أيلا باجوا” نائبة رئيس أولى للاستدامة في موانئ دبي العالمية، و”نيكولاس هيرد”، المدير العام بالإنابة لـ”صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية“، و“نيها هيرانانداني“ مؤلفة ورائدة أعمال خيرية، و“لين زوفيغيان“، مؤسسة منصة “زوفيغيان بارتنرشب” The Zovighian Partnership، الذين أثروا الحوارات وشجعوا على المنهجيات المبتكرة لتعزيز التعاون في المجال الخيري.
واستُهل الاجتماع بكلمة رئيسية ألقتها “باربرا ليثم إبراهيم”، مدير ة مركز جون جيرهارت للأعمال الخيرية والمشاركة المدنية، والعضوةالمؤسسة في منتدى المؤسسات العربية، والمؤلفة المشاركة لكتاب “من العمل الخيري إلى التغيير الاجتماعي: اتجاهات في العمل الخيري العربي”.وإضافة لذلك، شهد الحدث الإطلاق التجريبي لمشروع “نيكست جين فيلانثروبي ريسرتش” NextGen Philanthropy Research، الذي طورته مبادرة بيرل بالتعاون مع “زوفيغيان بارتنرشب”، وهي منصة استثمار اجتماعي في الشرق الأوسط.
وقالت “أنيسة بنجاني“، مديرة “برنامج الحوكمة في العمل الخيري” التابع لمبادرة بيرل: “نحن فخورون باستضافة “منتدى أثر العمل الخيري“. ووفقاًلمسح عالمي أجرته مؤسسة “فيلانثروبي أليانس فاونديشن”، يعتقد 89٪ أن أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط ستشهد أعلى نمو في العطاء الخيري على مدى السنوات ال 25 المقبلة، مما يشير إلى زيادة كبيرة في رأس المال الخيري خلال العقود المقبلة. وبالتالي، من الضروري تعزيز الشفافية والمساءلة في القطاع الخيري”.
وأضافت “بنجاني”: “أسسنا مشروع “نيكست جين فيلانثروبي ريسرتش” كجزء من مشروع “سيركل” Circle، الذي أطلقناه في 2021 بمثابة مرحلة جديدة من “برنامج الحوكمة في العمل الخيري“، هدفه استكشاف الاتجاهات والديناميكيات المستجدة التي ترسم ملامح مستقبل العمل الخيري في المنطقة. ومن خلال إجراء بحوث وتحليلات معمقة، يهدف المشروع إلى تقديم رؤى وإرشادات قيمة للمانحين والمنظمات الخيرية، وتمكينهم منالتكيف والنمو والازدهار في هذا المجال دائم التطور”، علماً أنه من المقرر إطلاق مشروع البحث الإقليمي رسمياً في الأشهر المقبلة.
وجدير بالذكر أن “برنامج الحوكمة في العمل الخيري“ أنشئ لتعزيز العطاء الاستراتيجي والمؤثر للمانحين من الشركات والأفراد في منطقة الخليج. وأقر البرنامج ضرورةَ تحسين معايير الحوكمة ضمن المنظومة الخيرية في المنطقة.
وجاء إطلاق مشروع “سيركل”، الذي يشكل مكوناً محورياً من هذا البرنامج، لتعميق التفاعل مع المانحين وتوفير أدوات وأنشطة تدريبية وأخرى توجيهيةعلى أيدي خبراء مصاغة خصيصاً لتعزيز استراتيجياتهم الخيرية. ويعمل مشروع “سيركل” في إطار “برنامج الحوكمة في العمل الخيري“، ساعياً إلى بناء مجتمع من المانحين الملتزمين بالشفافية والمساءلة والعطاء المؤثر في منطقة الخليج.
وفي معرض حديثها عن دور القطاع الخاص في العمل الخيري، قالت “أيلا باجوا” نائبة رئيس أولى للاستدامة في موانئ دبي العالمية: “تهدف موانئ دبي العالمية إلى دمج الغاية في كل عمل تنجزه، ومواءمة الجهود الخيرية مع قيمنا الأساسية وأهدافنا التجارية. وبهذا النهج، يمكننا تعزيز تأثيرنا الاجتماعي وخلق قيمة مستدامة لشركتنا والمجتمعات التي نخدمها”.
وعلقت “نيها هيرانانداني“، مؤلفة ورائدة أعمال خيرية، في حديثها ضمنجلسة بعنوان “دور المرأة في العمل الخيري” في المنتدى، قائلة: “لطالما كان للمرأة دور عظيم في مجال العمل الخيري، ودائماً ما كان عطاؤها ومسامهاتها مفعمة بالكرم والرحمة والتعاطف والتعاون. وبالاعتراف بالمساهمات القيمة التي تقدمها المرأة في مجال العطاء، يمكننا جميعا أن نطمح لتحقيق تأثير أبلغ وأقوى، مع مراعاة الشمول والتنوع في مساعينا الخيرية”.
وتضمن المنتدى ثلاث حلقات نقاشية تفاعلية. وتناولت الموضوعات دور المجتمع في العمل الخيري، وأثر مشاركة القطاع الخاص، وأهمية تمكين المرأة في مجال العمل الخيري.