فى أسبوع شهد اجتماعات لعدة بنوك مركزية رئيسية ،استمر الدولار الأمريكي فى تألقه للأسبوع الثاني على التوالي ،حيث تصدر قائمة العالمية الرابحة الأسبوع الماضي ،وواصل تفوقه على جميع العملات الرئيسية والثانوية.
زادت عمليات شراء العملة الأمريكية كأفضل استثمار متاح ،بعد إعلان المركزي الياباني رفع أسعار الفائدة لأول مرة فى 17 عاماً عاد ،وأكد على التزامه بالسياسة النقدية التيسيرية ،وفاجأ البنك الوطني السويسري الأسواق وخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس ،وجاء اجتماع بنك إنجلترا بشكل أقل عدوانية معززًا احتمالات خفض أسعار الفائدة البريطانية فى يونيو القادم.
ومن جانبه أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي على توقعاته لخفض أسعار الفائدة الأمريكية فى 2024 ثابتة بدون تغيير ،لكنه قلل عدد التخفيضات المتوقعة فى عام 2025 و 2026.
وبالعودة إلى قائمة العملات الرابحة ،فقد تذيل الين الياباني تلك القائمة ، بعدما جاءت تعليقات وتوقعات البنك المركزي الياباني أقل عدوانية عما كان متوقعًا فى الأسواق.
وقبل استكمال الأسباب التي دعمت الدولار الأمريكي وضغطت بشدة على الين الياباني ،نتعرف أولاً على أداء العملات الثمانية الكبرى فى سوق صرف العملات الأجنبية على مدار الأسبوع المنقضي.
حقق الدولار الأمريكي ارتفاعًا بمستوي 10 نقطة على مؤشر ” أف اكس نيوز تودي ” الأسبوعي لقياس قوة العملات ،ثم الدولار الكندي فى المركزي الثاني بمستوي 5 نقطة ، ثم الدولار الأسترالي فى المركزي الثالث بمستوي 3 نقطة ، وأحتل الين الياباني المركز الأخير بمستوي سالب 8 نقطة.
وبالنظر إلى تفاصيل أداء الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي أمام السبع عملات الكبرى ،نجده قد اكتسح على الين الياباني وحقق ارتفاع بنسبة 1.6% ، وسجل يوم الجمعة 22 مارس أعلى مستوى فى 4 أشهر عند 151.86 ينات.
وصعد بنسبة 1.55% مقابل الفرنك السويسري وسجل الجمعة أعلى مستوى فى 4 أشهر عند 0.9020 فرنك ،وزاد بنسبة 1.5% مقابل الدولار النيوزيلندي و سجل أعلى مستوى فى 4 أشهر عند 59.90 سنتًا.
وأضاف نسبة 1.1% مقابل الجنيه الإسترليني وسجل يوم الجمعة 22 مارس أعلى مستوى فى 5 أسابيع 1.2725 دولارًا ،وارتفع بنسبة 0.75% مقابل اليورو وسجل أعلى مستوى فى 4 أسابيع عند 1.0802 دولارًا.
وزاد بنسبة 0.7% مقابل الدولار الأسترالي وسجل الثلاثاء 19 مارس أعلى مستوى فى أسبوعين عند 65.04 سنتًا ،وصعد بنسبة 0.5% مقابل الدولار الكندي وسجل الثلاثاء أعلى مستوى فى 3 أشهر عند 1.3614.
البنوك المركزية
قال كبير استراتيجيي السوق في كورباي في تورونتو “كارل شاموتا”:إن تخفيف البنك المركزي السويسري للسياسة النقدية بشكل مفاجئ يشير إلى أن التضخم تحت السيطرة وأن البنوك المركزية الأخرى ستجعل سياساتها أكثر ملائمة قريبًا، مما عزز الدولار الأمريكي.
قرر البنك الوطني السويسري ،يوم الخميس ،خفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس إلى نطاق 1.50% ، على خلاف توقعات السوق الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة بدون أي تغيير عند 1.75% كأعلى مستوى منذ عام 2008.
وقال البنك المركزي السويسري:لقد أصبح تخفيف السياسة النقدية ممكن لأن مكافحة التضخم على مدى العامين ونصف العام الماضية كانت فعالة. وأضاف :لعدة أشهر حتى الآن، عاد التضخم إلى ما دون 2%، وبالتالي ضمن النطاق الذي يساويه البنك المركزي السويسري مع استقرار الأسعار .هذا البيان سلبي للفرنك السويسري.
كما قرر بنك إنجلترا يوم الخميس أيضًا الإبقاء على أسعار الفائدة دون أي تغيير يذكر عند نطاق 5.25% كأعلى مستوى فى 15 عام ،وذلك للاجتماع الخامس على التوالي.
وجاء هذا القرار بتصويت 8 أعضاء مقابل تصويت 1 أعضاء لصالح خفض أسعار الفائدة بنحو 25 نقطة أساس ،طبقًا لمعظم التوقعات فى السوق ،وذلك بعد صوت فى اجتماع شهر فبراير 6 أعضاء لصالح تثبيت أسعار الفائدة ،فى مقابل تصوت عضو لصالح الخفض وعضوان لصالح الرفع بنحو 25 نقطة أساس.
وقال بنك إنجلترا : موقف السياسة النقدية يمكن أن يظل مقيدًا حتى لو تم تخفيض سعر الفائدة، نظرًا لأنه بدأ من مستوى مقيد بالفعل.
وأضاف بنك إنجلترا: استمرت الضغوط التضخمية في التراجع، ولكن بمعدل أقل قليلاً من المتوقع.ولا تزال هناك مخاطر مادية، لا سيما من التطورات في الشرق الأوسط، بما في ذلك تعطيل الشحن عبر البحر الأحمر.
ملخص اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
تضمن اجتماع السياسة الأسبوع الماضي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي فى 2024 العديد من البيانات والتوقعات والتعليقات ،نستطيع اختصارها فى النقاط التالية:-
أبقي المركزي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة دون أي تغيير عند نطاق (5.25% إلى 5.50%) ،والذي يعد أعلى نطاق منذ عام 2001 ،وذلك للاجتماع الخامس على التوالي.
- قال الاحتياطي الفيدرالي : لا يتوقع أنه سيكون من المناسب خفض النطاق المستهدف لسعر الفائدة حتى يكتسب ثقة أكبر في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو المستهدف البالغ 2%.
- قال “جيروم باول” في المؤتمر الصحفي : الفيدرالي الأمريكي لن يعمل على خفض الفائدة قبل أن يكون واثقًا من أن التضخم يتجه نحو الهدف المحدد له بشكل مستدام.
- وأوضح باول: إذا استمر الاقتصاد الأمريكي في الأداء كما هو متوقع، فقد يكون من المناسب البدء في التخلي عن السياسة النقدية المشددة وخفض الفائدة هذا العام.
- وأضاف باول :الفيدرالي الأمريكي يتخوف من خفض الفائدة بشكل متأخر، وهذا قد يضر اقتصاد الولايات المتحدة.لذلك فالبنك الفيدرالي يحاول الموازنة بين التبكير أو التأخير فيما يتعلق بقرار الفائدة.
- أبقي الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة المستهدف خلال العام الجاري عند 4.75% طبقًا لتوقعات ديسمبر ،و رفع سعر الفائدة المستهدف خلال 2025 إلى 4.0% من 3.75% ،ورفع سعر الفائدة المستهدف خلال 2026 إلى 3.25% من 3.0% فى التوقعات السابقة.