نظم مجلس الابتكار في القيادة العامة لشرطة دبي، فعاليات مُلتقى “العرب الافتراضي للابتكار” في موسمه الخامس، بمشاركة نُخبة من المُتحدثين والخبراء والاستشاريين والمختصين في مجال المعرفة والابتكار من مختلف الدول العربية، الذين ناقشوا أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل المؤسسي، والابتكارات المُرتبطة بها في تحقيق النقلات النوعية المُستقبلية والتحديات ذات الصلة بها.
وأدار المقدم الدكتور خالد المزروعي رئيس مختبرات الابتكار في شرطة دبي، فعاليات الجلسة الحوارية للمُلتقى الذي تم تنظيمه عن بُعد عبر الاتصال المرئي، بحضور ما يزيد عن 200 شخص من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.
ورحب المُقدم المزروعي في بداية الجلسة الحوارية بالمشاركين والحضور في النسخة الخامسة من المُلتقى الذي شهد نجاحاً على مدار نسخه الأربعة الماضية في تحقيق تبادل للأفكار والخبرات والتجارب بين المشاركين من مختلف الأقطار العربية، وكان منصة للتواصل مع المُشاركين من مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة.
و أكد أن الملتقى يهدف إلى مد جسور العلم والمعرفة، وتبادل الأفكار للكثير من التحديات التي تواجه الوطن العربي، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة والتحديات المتزايدة في مجالات التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي، وما تفرزه من وظائف مُستقبلية وتحديات سريعة، إلى جانب التأكيد على أهمية العمل على تعزيز مفهوم الابتكار في العمل المؤسسي.
وتحدث في الجلسة الحوارية، الدكتور ماهر مزهر، مُخترع ومتحدث دولي، ومستشار في مجال الابتكار من لبنان، عن أهمية تطبيق منهجية الابتكار في العمل المؤسسي للوصول إلى اختيار الفكرة المُناسبة، والعمل على تبنيها ثم تطبيقها على أرض الواقع من خلال خطوات واضحة الملامح لتحقيق الهدف الاستراتيجي منها بما يساهم في تحقيق النمو والتطور. كما تحدث عن أهمية حرص المؤسسات على التواصل مع المتعاملين لمعرفة احتياجاتهم التي لم يفصحوا عنها أو يعلنوا عنها، مشيراً إلى أن معرفة احتياجات المتعاملين تساهم في تمكين المؤسسات من العمل على تطبيق أفكار جديدة تعود بالفائدة على جودة الخدمات.
وحث مزهر على أهمية المُضي قدماً في تطبيق الأفكار والابتكارات لدى الموظفين وتبنيها من قبل المؤسسات، مؤكداً على أهمية وجود لجان للابتكار في أي مؤسسة لدعم أفكار الموظفين واقتراحاتهم التي يُمكن تطبيقها.
من جانبه، تطرق هلال سليمان استشاري حلول البرمجيات من جمهورية مصر العربية، إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي والمؤسسي، مشيراً إلى أن الدول باتت تولي الذكاء الاصطناعي أهمية بالغة في تقديم خدماتها للمتعاملين وتحقيق الريادة والجودة في الإنتاجية.
وبين أن الاهتمام بالذكاء الاصطناعي بدأ في عام 1997 عندما تمكن أول ابتكار ذكاء اصطناعي من هزيمة بطل العالم في الشطرنج، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يتطور منذ ذاك الوقت وأصبح قريباً من الذكاء البشري، وإنتاج الإنسان الآلي الذي يستطيع القيام بالعديد من المهام، إلى جانب إنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي هامة لإنشاء المحتوى والأخبار، مثل “شات جي بي تي” وتطبيقات التحليل المالي، وغيرها.
وأشار الدكتور رامي شاهين مستشار الذكاء الاصطناعي وأدوات إدارة المستقبل من المملكة الأردنية الهاشمية، إلى أن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي ساهم في تغيير منظومة العمل المؤسسي ورحلة المتعامل مع الدوائر الحكومية.
وبين أن الذكاء الاصطناعي بات من الضروري استخدامه في العمل الشرطي لتعزيز الأمن والأمان ومواكبة التحديات الأمنية المرتبطة بهذا التطور السريع ومكافحة الجرائم ذات الصلة مثل التزييف العميق وغيرها، منوهاً في الوقت ذاته إلى أهمية تطبيق الذكاء الاصطناعي في مختلف المؤسسات بما يواكب توجهات الدول ونموها.
كما تحدث الدكتور شاهين عن أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق النضوج المؤسسي، وتقييم الأداء للأفراد، مُنبهاً إلى أن مُسميات وظائف المُستقبل سترتبط بالقدرة على إدارة التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.